الاثنين، 21 مايو 2012

س


تلقحت قتيلا .. مشوار المنيا علقة ،تعادل عذاب الرجوع للملعونة المخروبة مرة أخرى .. عدت ، نمت و صحيت لزجا بعرقي .. رأيت الكثير منهم اليوم .. و رأيته و لم يسلم علي .. ألم يتزوجها و انتهينا ..لماذا أخاف منه و أهرب؟!!
****************
بالأمس حلمت بأربعة منهم جالسون في غرفتي الأولى بالمدينة الجامعية ( الرابع 24 ) .. أستاذ الإخوانجي القديم يحمل شايا محلى لواحدا منهم ، يستأذن للدخول . أحمل عته الفنجان و أعطيه لمن أريد دون سؤال استاذي .. يرزقني نظرة من خرج على الجماعة .. ينبهني البرادعي ( مدير الجلسة ) ألا اخرج مرة أخرى فدروري للكلام قد حان ، الجلسة مذاعة على الراديو ، تكلم ابو الفتوح و حمدين و رفع لي موسى كأسه و نظرات مرسي في الأرض حياء" .. و جمعة في الركن يبحث عن شنطة سفره الترولي .. لماذا حلقت لحيتي ؟!
****************
عاتبتي أستاذي على ترك العمل معه .. (و ده يرضي ربنا أشتغل اليوم كله بعشرين جنيه ؟؟ ياراجل اتق الله ).. على فكرة انا زعلان منك ، فتحت عيادة ؟ .. و الله و انا مكسوف من حضرتك .. عارف انت عملت ايه .. يا دكتور ما حضرتك كنت عارف انا فين و مع ذلك و الله أنا آسف .. بس انتو كنتو صح ليه مفضتلوش و شيلتو الجنزوري .. ( على اساس اننا قدرنا )
****************
توقفت عن تخزين الارقام بأسماء أصحابها ثم عدت ، ان يرن الموبايل او يهنز فالقادم مصيبة هكذا كنت اظن .. اعدت ان ابتدر محدثي ( هو فيه حاجة ؟! ) .. لأشيل عن كاهلي ضغط الخوف من المجهول .. ارقام قليلة تعرفها عيني دون اسماء .. رقم ابي و رقم  اختي القديم و رقمها .. الآن رقمها الوحيد الغير مسجل على موبايلي .. مع ذلك تلقيت منها رسالة .. ( بكره آخر سكشن بيانو بعد امتحان الصولفيج بلغي زمايلك للي عايز يراجع ) اكيد لا شأن لي بمحتوى الرسالة و لا يخصني من قريب أو بعيد .. رسالة ارسلت بالخطأ .. لكن ذلك يعني ان رقمي لا يزال معها بعد ستة أشهر لم تمسح رقمي .. اعرف انها خزنته على موبايلها باسمها ( سوناتا) ، كنت احفظه مرمزا بحرف س ..
قليلا من النحنة و الوسواس تناسب الحدث .. ربما لم تخطيء و الرسالة بالونة اختبار تنكشني بها .. انا كما انا يا عزيزتي .. نفس الشخص السمج .. احب صوتك و استدارة وجهك وقصر طولك .. انا الذي عشق انفك و كحل عينك و تدويرة طرحتك .. نفس الشخص الذي احب التشيللو و البيانو لأجلك .. كان علينا ان نفترق !!
****************
دائرة مفرغة .. كلمات لامعنى تصنع فكرة .. الفكرة تخلق تدوينة .. اقول لما لا أجعلها قصة و انكص ..حياتي ليست مشاعا .. و اكتب هكذا.

الجمعة، 11 مايو 2012

الجمعة ..صباحا

صباح الجمعة ، حين لا أصحو في السادسة ، و أتنعم بساعات مجانية من النوم حتى موعد الصلاة ، رغم ذلك أنهض بكل تكاسل - و لا ارغب في القيام من الأساس ، يوقظني أبى للصلاة ، ربما لو كنت وحيدا لبقيت متيقظا مستلقى حتى ينهضني تأنيب الضمير ، لأنهض مسرعا ألحق ما تبقى من الخطبة و الركعتين كاملتين ، و لو استغرقت في النوم فعلا سأصلى الجمعة ظهرا أو  أتغاضى عنها ذلك اليوم .
ربما يأتي وقت أكون فيه وحدى ، أعيش فيه بمفردي ، سأفرح بحريتي الجديدة ، سألهو بها و احتفل ، اعود لسابق عهدي ، ادخن على السرير و لا اهتم بإخفاء علبة السجائر و تهوية الغرفة ، اطلب طعاما دليفرى ألتهمه على السرير و ارمى بقاياه في أي مكان ، و اتنعم بلحظات الصمت ، لا صوت ، انا فقط هناك . ستمر علي الايام دقائق و انتبه  :( واه ، يادى المصيبة ، انا وحدى ) من سيعد لي الطعام ، من سيعيد ترتيب كل الفوضى التي احدثتها ؟ ، من سيغسل ملابسي و يكويها ؟ وقتها سأضطر لاسترجاع ذلك العهد القديم : ايام الدراسة ، غربتي المستمرة و ابتعادي الدائم عن البيت ، حينما كنت مسئول - إلى حد ما عن تلك الأشياء ، كنت استدعى البواب ليمسح لي غرفتي أو كنت اتعاون بقدر ما مع زملائي في تلك المهام ، كنت اهرب من شغل المطبخ بغسل المواعين او شراء البقالة و الخضار ، و الغسيل : ارض غروري بنقعه بالماء يومين و اشغل عليه الغسالة ثم انشره ، او ألخص على نفسى و ارسله غسيل و مكواة  ، ادفع الفاتورة و شكرا ، احصل على أكلة و مكان مرتب و ملابس مهندمة ، لكن ( كله كان بحسابه ) ، من سيدفع عنى الحساب حتى يفتح الله على و تستمر فانتازيا حياتي البوهيمية ؟
صباح الجمعة حين استيقظ ، لن أهتم بتلك الأشياء ، سيشغلني شيء آخر حلمت به ، لا اتذكر منه الكثير ، أو لا أتذكر منهما الكثير ، فهما حلمان لا حلم واحد ، اذكر نفسى في المرة الأولى بين صحبة ما على مقهى لا أعرفه ، و هناك من يعرض علي قصة مكتوبه ، و بدلا من قراءتها رأيتها كفيلم قصير مصور ، اذكر انتباهي من نومى و بقايا الصور بمخيلتي : امرأة تبحث بين غرف منزلها و يصادفها في كل غرفة اناس غرباء ، تفتح شباك غرفتها لتجد نفسها في قطار يتحرك و هنالك فيضان من الماء قادم ، تغلق النافذة بسرعة لتجد خلفها أسد و نمر يتصارعان على قوائمهم الخلفية و كل منهما يحاول التهام نفسه و يمنع الآخر من التفوق عليه ، على ما يبدو انتبهت من رعب المشهد الأخير و أذكر ذهابي للتبول و تجرع الماء ، في الحلم الثاني وجدتني أمام مجموعتين متراصتين كأعضاء الكورال على كوبرى قصر النيل و انا أمام المجموعة الأولى ناحية ميدان التحرير و أمامي بعض المعارف و اهتف بأناشيد جميلة و أغاني ضد المجلس العسكري و الفلول و في الجماعة الأخرى أرى كل من أعرف من الفلول ، حتى زميلتي الجديدة التي عرفت انها زوجة ضابط و ابنة لواء شرطة  رأيتها، البرادعي قادم من ناحية الأوبرا ، أهرع اليه لأقبل رأسه و أشكو ضياع مفكرتي و انى رأيت أحد الفلول يقرأ ما فيها  ثم يرمى بها الى قاع النهر ، ثم أمضى مع البرادعي الى منزلي ، مالي أنا و كل هذا ؟!!!!!
صباح الجمعة كان يؤرقني تذكر أحلامي الغريبة و من اين اتت ، لكن أعجبتني القصة و قررت كتابتها كأنها من تأليفي  لتصبح ملكي ، فبطريقة ما قصصي هي الشيء الوحيد الذى أملكه ، فحتى نفسى لأخرين حق بالتدخل و التعقيب عليها ، لكنى أملك كتبي و أملك الشخصيات التي أكتب عنها، أملكها و تتملكني ، تتمرد علي ، تقودني أحيانا لطرق غير متوقعة و لا أعرف جغرافيتها ، تصبح – أحيانا - الكتابة عنهم معضلة ، ببساطة لأن هناك من سيقرأ و يعرف من اين أتوا أو تغلق أمامي الطرقات و أتوه بين الدروب ، أنا أهم قرائي ، لم أعد أكتب لنفسي ، و لا يجدر بي الكتابة عن نفسى ، يمكنني انتحال أفكار ، و اختيار طرق ملتويه للوصول لنص مكتمل ، ما إن اصل لما اريد أنسى كل ذلك و يصبح النص كله ملكي ، ألا يمكنني ذلك ألا توافقني ؟ تظن انها طريقة مبتذلة ، أليس كذلك ؟
اذن اسمحوا لي بكسر كل قواعد الشك و الظن و حتى اليقين ، حاولت الكتابة عما رأيت لكنني نسيت ، سأفترض ان شخصا أخر رأى ما رأيت ،  أعلو بكليتي عن المشهد لأرى من بعيد ماذا سيحدث ، فأنا أكره الضمير الأول ، أكره الأنا الراوية و حكايتها بتفردها و أحكامها المطلقة و استنتاجاتها الخالية من منطق المعرفة الكلية و جهلها المطبق ، أكره الشجن وأكره تقمص صوت الضحية ، أكره من يحكى و يتذكر – لا بد انه يتذكر ، كيف يضارع فعله و يقول ( أذهب .... أجلس ... أفعل ) و هو يقصد ( ذهبت ... جلست ...فعلت ) حيلة لأشاهده ، لا أنا قطعت نصف المسافة ، أتيت لحكايته و قرأتها ، ماذا فعل هو بالمقابل ، يعدني بلذة ما ، قرأت و عرفت وجهة نظره ، أحيانا يطيل الكلام لأراه حتى لا أظن أنه سيصمت ابدا ، حسنا ، شخصا رأى ما رأيت ، هكذا لنبدأ به الحكاية  ,,,,,,,,,,,,,,,,,,   

الجمعة
14 أكتوبر 2011