أوقفنى في المصادفة ، و قال لى : أنت موقوف لى و لست بموقوف لك ، ظنك بغيرى وقوف بأمرى .بدايتك صدفة جَعلتها لك دون خلقي ، و ما الخلق صدفة . لن ينالك من تدبيرك ما تريد إلا بقدر. سعيك هديك فلتُجِده ، وإن عرفت قف و لا تثبت . ضع عنك ما يثقلك حتى استوي لك ، و لن أستوى لك حتى تستوى لي .
قلت :
كيف تكون مني و لا نصيب لي فيك ؟! لماذا نفخت في سائر الحيوان من روحك ؟! لماذا
مقام الواصل سكون .. و مقام العارف انقطاع .. و مقام العالم منطق بلا رهبة ؟!!
قال لي :جهلك مُنكشف،فاقصدنى لتعرف و سأعطيك أكثر مما أردت ،اللغة طريق لمخاطبتى فتعلّم .
قال لي :جهلك مُنكشف،فاقصدنى لتعرف و سأعطيك أكثر مما أردت ،اللغة طريق لمخاطبتى فتعلّم .
و قال لي : لست وحدك ، و لست كما تعرفنى . ما فى الطريق مقام وصول . سيمنعك عني عجزك و خوفك ، و ما أخبروك عن المُصاب ، النهّاشات ستصيب منك الجلد و اللحم ، و أنا منك مجرى النخاع في العظم .
و قال لى ستعرفنى حين ترانى و ستخطيء كثيرا قبل معرفتى ، أنا الصفات كلها و لا صفة لى ، و ما بى ضدين ، أنا وراء الأضداد والأضداد يتحلّقن حولي .
و قال لى : لا تنظر إلى سبل النجاة و لمن نجا و لا تنظر لدربهم فتمشي عليه بدورك ، التابعون مُسلِّمون ، الناجون مختلفون و ما اجتمعوا على درب ، الموجودات سبيل لمن يغشاها ، هى مقصدك للوصول إليّ و ان لم تجدها و نظرت فالنظر وصول و سأجعل لك من لسانى و كلامى و معرفتى ، و قبس من روحى ، رضاى تجلّي لآلائي .
و قال لى : تلفّت حيث ترانى فما أنا بالضيق المحصور ، خروجك إطمئنان ، و جهلك عرفان و نسيانك ذنب . فإن انتكست فلا ترجع ، ما العود أوبة و لا رحمة ، مُضيك استغفار ذنبك .
قال لى إن عرفت فألزم ، ما الهدي هدي أولين أو طريق للصالحين ، أنا لمن أرادنى .
و قال لي : انقطاعك سكن ، و السكون من صفاتى . فأجعل من سكونك برهان ، و لا تتحجج بى . السكون درجات ، صفات سكن العارفين موقوف من قبل معارفهم ، سكونهم منهم ، و لكل حظ من نفسه .
قلت :
وجودك موجود – لا أكثر و لا أعرفه !!!!!
N B
مستوحى من نصوص المواقف و المخاطبات - محمد بن عبد الجبار النفري
N B
مستوحى من نصوص المواقف و المخاطبات - محمد بن عبد الجبار النفري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق