كان السؤال عن انزيم ما في
ميكانزيم عمل البنسيلين ، و الاجابة كانت من اسم الانزيم ،رغم ذلك اجبت اجابة
خاطئة وعكسية ،اسمه في ذهني كان مختلفا. عيني رأته كما أرادت ، حورت الحروف و جعلت
له اسما" جديد ، و انا صدقتها. لم أكلف نفسي بمراجعتها ، اعتبرت حكمها مطلقا
مسلما به . تتمرد عيناي علي وعقلي يؤازرها ، افهم الأشياء على هواهم ، على ايديهم
اصبحت الكلمات خلقا" جديد ، اقرأ: لها ... لله ، كان .... لم يكن ، انسى الصواب ، اقاوم
ذهني و استسلم سريعا ، مقاديري بيده ،
يتغير في النصوص شكل الكلمات و ترتيب الجمل . افتح كتاب و اقرأ ،يعارض عقلي الكاتب
لا يهادنه ، يصارعه على المفردات و المعاني و يقول هنا اسهب و هناك زاد عن حده ، و
يعود ليسأل من الذى كتب هذا من الأساس ، الكل عنده خراء ، محفوظ مهادن ..... درويش
باع وطنه بغباء سياسي ..... الحكيم نافق على كبر........ دستوفيسكى قديم مسهب.......
كونديرا يقول ما لا يفعل ..... وهلم جرا ، كأنه انتهى ، لا يعجبه شيء .
اقف انا بعيدا ،اترك عقلي يأكل نفسه ، واقف
منبهر و اعتذر للكاتب . استعين بما تبقى منى على نفسى ، واقر بنسبية الأشياء .
كانوا يقولون : ان وجدت عزيمتك
فترت و لم تعد قادرا على الوصول فاتهم نفسك ، الآن اتهم نفسي بالتقصير أم بمعادتها
و تمردها على ؟ انا المذنب الخاطئ و انا الضحية – لا احد سواي ، لم اروضها كما
ينبغي ،
قراءتي القديمة كانت للمتعة
،علي ان اقرمن جديد ، كان عقلي اسفنجه ام
مستودع ؟! تخونني ذاكرتي دائما لا تطاوعني فيما اريد ، انسى كل شيء ، هل تعاقبني
هى الأخرى على كسلى و إهمالي لها ؟
أنا اكسل خلق الله ، أكتب
مسودات و أفكار قصصي على المحمول و أحفظها في الرسائل ،(عشان مكسل اشوف ورقة و
قلم)، أدخل اول محل و اشترى منه (عشان مالفش) ، اختار التحميل من مواقع لا تجعلني
اكتب كلمات تأكيدية ( عشان ماحركش ايديا)،و من الأساس :لا أحب لوحة المفاتيح ،
يغريني القلم بالكتابة أكثر ، مع ذلك اعترف ، النقر على لوحة المفاتيح يثرى تدافع
الأفكار .
القلم يغريني بالكتابة أكثر !!!
- جخ، هوا فين انا اللى بكتبه ؟ - أحب
ملمس القلم بين أصابعي ، لي طريقة في
امساك القلم امام الأوراق الفارغة و عقلي الفارغ ، أضع القلم بين إصبعي السبابة و
الوسطى و أمرجحه كميزان حائر ثم اعلو بالرتم قليلا ليصبح بين السبابة و الابهام ،
كنت قديما امسك القلم هكذا - دون شيء ، اشخبط ..ارسم .. استعيد شيء قرأته و أحلون
به خطى ، تلك العادة الأثيمة تعلمتها من مراقبتي لفتاة – هي سيدة الآن ، كنت أحبها
و أحب تقليدها ، رأيتها مرة تفعلها ففعلت
مثلها لتتنبه و ينتغم اهتزاز أقلامنا ، لكنها لم تفعل و ظلت معي تلك الحركة عادة ،
بالطبع افضل من اسناد وجهى على القلم و ارتكازه بين سنتي الأماميتين وعندما ينزلق
في الغالب يطرف عينى .
حين تدمع عيناي أكتشف تمرد وظيفي آخر :ظاهرة
جديدة مع الدموع ، دموعي اصبحت لها حياتها الخاصة ، تتمرد علي ، تنفصل عنى و
تعاقبني على كبتي لها فتحرقني ، تثير منى دمعا جديد يعيد الكرة حتى اتمخط و اتخلص
من المخزون كله مرة واحدة ، من اجلى انا وجدت الوصلات و الخناديق بين العين و الفم
و الأنف و الأنف و المخ .
منذ عامي الثاني بالجامعة لدى جمجمة لمن كانت أنثى يوما ما ، صندوق
عظمى اذاكر عليه ، من سبقني بامتلاكها وضع
علامات على الأشياء الهامة المبهمة ، و أنا وضع علامتي ايضا ، كسر فكها السفلى
لزقته بالأمير ، الجمجمة لكل من درس الطب
مغارة على بابا : مليئة بالخناديق و الفتحات ، كل ما يهمني منها الآن العين ، لن
تقيدني المعرفة التشريحية فيما اريد منها ، من اين تخرج الدموع ، لا اقصد القنوات
الدمعية و الكلمات الفسيولوجية ، اقصد حرفيا من اين تسقط تحديدا من العين من على
الخدين من الخارج ام تنساب عبر تضاريس الأنف ام من الوسط ما بين هذا و ذاك ، كل
تلك التفاصيل المهملة تهمني ، اشعر ان دموعي تتحدى الجاذبية ، كيف تعود لعيني مرة
أخرى ، لا تنساب رأسيا و تسقط بل تعود ، ليس لهذا علاقة بوظائف الأعضاء أو التشريح
، على البحث في الفيزياء لأعرف ، قطرة واحدة من دموعي أجمعها و اقيس كثافتها
..قطرها ..حجمها و خواصها، أعود للكيمياء لأعرف مما تتكون، هل بها مكون غريب ؟
أعود للفسيولوجي هل لهذا علاقة بتغير وظيفي ما ، خلل هرموني ، ام خلل في اصدار
الأوامر من المخ ، هل تغير شكل ما من مخي ، عدت للتشريح مرة أخرى . عقلي يتلاعب بي
، ربما خدعني كعادته جعلني اتوهم كل ذلك ..
اعضائي تصارعني..
اتحدت كلها ضدي.....سماح يا أهل السماح........... اكيد انا محسود ..... عين و صابتني
L :@ L
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق