السبت، 10 ديسمبر 2011

حرب أهليه


كان السؤال عن انزيم ما في ميكانزيم عمل البنسيلين ، و الاجابة كانت من اسم الانزيم ،رغم ذلك اجبت اجابة خاطئة وعكسية ،اسمه في ذهني كان مختلفا. عيني رأته كما أرادت ، حورت الحروف و جعلت له اسما" جديد ، و انا صدقتها. لم أكلف نفسي بمراجعتها ، اعتبرت حكمها مطلقا مسلما به . تتمرد عيناي علي وعقلي يؤازرها ، افهم الأشياء على هواهم ، على ايديهم اصبحت الكلمات خلقا" جديد ، اقرأ: لها ... لله ،  كان .... لم يكن ، انسى الصواب ، اقاوم ذهني  و استسلم سريعا ، مقاديري بيده ، يتغير في النصوص شكل الكلمات و ترتيب الجمل . افتح كتاب و اقرأ ،يعارض عقلي الكاتب لا يهادنه ، يصارعه على المفردات و المعاني و يقول هنا اسهب و هناك زاد عن حده ، و يعود ليسأل من الذى كتب هذا من الأساس ، الكل عنده خراء ، محفوظ مهادن ..... درويش باع وطنه بغباء سياسي ..... الحكيم نافق على كبر........ دستوفيسكى قديم مسهب....... كونديرا يقول ما لا يفعل ..... وهلم جرا ، كأنه انتهى ، لا يعجبه شيء .
 اقف انا بعيدا ،اترك عقلي يأكل نفسه ، واقف منبهر و اعتذر للكاتب . استعين بما تبقى منى على نفسى  ، واقر بنسبية الأشياء .
كانوا يقولون : ان وجدت عزيمتك فترت و لم تعد قادرا على الوصول فاتهم نفسك ، الآن اتهم نفسي بالتقصير أم بمعادتها و تمردها على ؟ انا المذنب الخاطئ و انا الضحية – لا احد سواي ، لم اروضها كما ينبغي ،
قراءتي القديمة كانت للمتعة ،علي ان اقرمن جديد ، كان عقلي اسفنجه  ام مستودع ؟! تخونني ذاكرتي دائما لا تطاوعني فيما اريد ، انسى كل شيء ، هل تعاقبني هى الأخرى على كسلى و إهمالي لها ؟
أنا اكسل خلق الله ، أكتب مسودات و أفكار قصصي على المحمول و أحفظها في الرسائل ،(عشان مكسل اشوف ورقة و قلم)، أدخل اول محل و اشترى منه (عشان مالفش) ، اختار التحميل من مواقع لا تجعلني اكتب كلمات تأكيدية ( عشان ماحركش ايديا)،و من الأساس :لا أحب لوحة المفاتيح ، يغريني القلم بالكتابة أكثر ، مع ذلك اعترف ، النقر على لوحة المفاتيح يثرى تدافع الأفكار .
القلم يغريني بالكتابة أكثر !!! - جخ، هوا فين انا اللى بكتبه ؟ -  أحب ملمس القلم بين أصابعي  ، لي طريقة في امساك القلم امام الأوراق الفارغة و عقلي الفارغ ، أضع القلم بين إصبعي السبابة و الوسطى و أمرجحه كميزان حائر ثم اعلو بالرتم قليلا ليصبح بين السبابة و الابهام ، كنت قديما امسك القلم هكذا - دون شيء ، اشخبط ..ارسم .. استعيد شيء قرأته و أحلون به خطى ، تلك العادة الأثيمة تعلمتها من مراقبتي لفتاة – هي سيدة الآن ، كنت أحبها و أحب تقليدها  ، رأيتها مرة تفعلها ففعلت مثلها لتتنبه و ينتغم اهتزاز أقلامنا ، لكنها لم تفعل و ظلت معي تلك الحركة عادة ، بالطبع افضل من اسناد وجهى على القلم و ارتكازه بين سنتي الأماميتين وعندما ينزلق في الغالب يطرف عينى  .
 حين تدمع عيناي أكتشف تمرد وظيفي آخر :ظاهرة جديدة مع الدموع ، دموعي اصبحت لها حياتها الخاصة ، تتمرد علي ، تنفصل عنى و تعاقبني على كبتي لها فتحرقني ، تثير منى دمعا جديد يعيد الكرة حتى اتمخط و اتخلص من المخزون كله مرة واحدة ، من اجلى انا وجدت الوصلات و الخناديق بين العين و الفم و الأنف و الأنف و المخ .
منذ عامي الثاني بالجامعة  لدى جمجمة لمن كانت أنثى يوما ما ، صندوق عظمى  اذاكر عليه ، من سبقني بامتلاكها وضع علامات على الأشياء الهامة المبهمة ، و أنا وضع علامتي ايضا ، كسر فكها السفلى لزقته بالأمير  ، الجمجمة لكل من درس الطب مغارة على بابا : مليئة بالخناديق و الفتحات ، كل ما يهمني منها الآن العين ، لن تقيدني المعرفة التشريحية فيما اريد منها ، من اين تخرج الدموع ، لا اقصد القنوات الدمعية و الكلمات الفسيولوجية ، اقصد حرفيا من اين تسقط تحديدا من العين من على الخدين من الخارج ام تنساب عبر تضاريس الأنف ام من الوسط ما بين هذا و ذاك ، كل تلك التفاصيل المهملة تهمني ، اشعر ان دموعي تتحدى الجاذبية ، كيف تعود لعيني مرة أخرى ، لا تنساب رأسيا و تسقط بل تعود ، ليس لهذا علاقة بوظائف الأعضاء أو التشريح ، على البحث في الفيزياء لأعرف ، قطرة واحدة من دموعي أجمعها و اقيس كثافتها ..قطرها ..حجمها و خواصها، أعود للكيمياء لأعرف مما تتكون، هل بها مكون غريب ؟ أعود للفسيولوجي هل لهذا علاقة بتغير وظيفي ما ، خلل هرموني ، ام خلل في اصدار الأوامر من المخ ، هل تغير شكل ما من مخي ، عدت للتشريح مرة أخرى . عقلي يتلاعب بي ، ربما خدعني كعادته جعلني اتوهم كل ذلك ..
اعضائي تصارعني.. اتحدت كلها ضدي.....سماح يا أهل السماح........... اكيد انا محسود ..... عين و صابتني
L :@ L


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق