(1)
تائه بين قرى مدينتنا ، على الحد الفاصل بين قريتين ، انتظر أى شيء
يحملنى ، بيدى كتابان لنصر ابو زيد و آخر لا اتذكره ، تأتى واحدة لا تبدو
من أهل القرى ، تعرفنى بنفسها : زميلة جامعية ، تعرفنى و تكن لى حبها ،
أسألها من هى ! يظهر خطيب لها من الامكان أقفز فى ميكروباص قادم ، و أنسى
كتابيّ
(2)
كما يحدث ف الواقع ، أبى يراقبنى ، يقتحم
غرفتى ، يجلس خلفى على السرير ، يمسك أى كتاب يجده يسألنى هل قرأته ؟؟ أو
يقلب ف رسائل هاتفى المحمول ، فى الحلم يعرض عليّ سيجارة ندخنها معا نفسا
فنفس ، تقتحم أمى الغرفة بدورها تفتش عن علبة السجائر .
أخى الصغير
يشارك بدوره ف المسرحية ف مشهد آخر ، أصحبه لندوة و بدلا من ذلك أعاين
جسده أتأكد من خلوه من الناسور و من ضيق فتحة شرجه .
أتركه و أتوه
من جديد ورائي مقابلة عمل ف معهد الأورام ، و يقولون لى لا نقبل بخريجى
المنيا ، أخرج فى صمت و لا جدال ، يعرض على أحمد جمال الذهاب لمكان ما ،
أكوام عشش على النيل ، أسأله :إمبابة - الكيت كات يرد منشية الصدر ، يقترح
الذهاب لابن طولون و اقترح السلطان حسن و نذهب فى النهاية لمحمد على
(3)
لست وحدى
الآخرون الأقدمون معي ، اجتمعنا في شقة بحوار مستشفى الجامعة يشاركنا فيها استاذتنا . أبحث عن مكان أحتله و أضع فيه شنطة السفر
، كل الأسرة محجوزة
الشقة ليست للسكن فقط بل للدرس و العمل ، أرانى أ×رج و أعود مسرعا مقدما
تصريح عودة لأحد المكاتب ، و عميدة كليتنا الحالية بقميص نوم و فوطة تستعجل
من فى الحمام ، أنصرف لقاعة الطعام ، أجد نصيبى فى علب بلاستيكية كانت
تعطيها لى أمى ، قطع فراخ بانية و كفته ، اتركهم على الطاولة و اذهب لإحضار
كانز بيبسي و بار شوكلاتة ، أعود لأجد المشرفة \ المفتشة تسألنى عما معى
؟! العلب مليئة الطعام تحولت لصوانى حلوى ، تخرم المشرفة صنية منها من
المنتصف باصبعها الأوسط .
الزملاء يخرجون افلام الأشعة و يتكلمون عن
حقن الكورتيوزن، يسألونى عن رأيّ ، أحدثهم عن ارهاصات البدايات وعن محاولات
بناء الأفكار ، المحاضر يشرح عبثية حشو عصب الأسنان و ان الوقاية خير من
العلاج .
اتذكرها و ابحث عن موقفها فلا أجدها ، اتلفت مرة و مرة ، كما
اعتدت ، ابحث عنها ف المصلية .. ف العيادات .. ف الجنينة .. ألمح ظلها ف
مكتب قائد الحرس مولية إلى ظهرها ، حجابها الوردى و طاقمها الأسود و جيبتها
الشفافة ، تلتفت ، أذهب لمحادثتها ، أنسى أسمها و اقول ديكساميتازون
ديكساميثازون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق