الجمعة، 27 أبريل 2012

أزيز



تاه قليلا حتى رأى شباكا" مفتوح و حمرة لزجة على الحيطان تدعوه . وقف على حافة النافذة يستكشف .. رأها مفردة بين الجماعات المتحلّقة ، سوداء مثله و ظلها هائش . عرف وجهته فيها ، إن لم يسرع اليها سينالها آخر . عبر الغرفة لصندوق الركن . تجاهل مؤقتا الخضرة العفنة على الطاولة . اهتدى ببياض القمر المجنح و تردد أزيزها العصبي .
جاء من أسفلها ، ضمت جناحيها موافقة . دنت ليرتقي ، لوت شفتها السفلى و تأوهت أن ينتظر ، لم يكسر صوتها صمت .أقبل على ذراعيها من الخلف يشدهما نحوه ، تخاف الاستدارة . صعد بها بعد أن أنتفض . سكنا ،و امتزجا ، و طارا سويا . دعته للمرآه لتلتصق .. انعكاسها لا يبدو كبيرا كربات البيوت .
أضاءت الغرفة بأصفر زجاجي محروق القمة ، وخطت يد بلا جسد . ارتفعت الحشود للضوء ، وبرزت الحمرة من جديد تجذبهم . أزالت اليد عفونة فضلات الطعام من على  الطاولة ،ورمت ببقايا سمكة للقط الناعس ، عافتها نفسه و لعنها بهسيس و زفرة . احتجبت القمرة و انتشر بخ أبيض متكثف ، بشفافية ينتشر قاتل للحشرات الطائرة .
سواد الغرفة خانق ، و شفافية الهواء لا ترى تزيدهم هياجا .. كل من حوله عدوا يريد هشه .. يدور البعض في دوائر متسعة تتقلص حتي يتكور على محوره ويرى عند المرآه أشباههم . يداعب العازب المفردات و يرفضن تعارفه . يُدبر و يضمر النجاة.  يستهدي بسلويت ليخرج مبتعدا . يبحث عن ثغرة .. أي ثغرة قبل ان تعرقله الموجودات. الزوج يلعق رفيقته من أسفله و يغطي مساماتها الهوائية ، .تهمس ببداية  (أل) التعريف و لا تكمل (له).. يستمر من فوقها حتى تهمد بعد ثانيتين . يتركها و يرتفع ، و يستشعر أخرى قريبة.





القصة مستوحاة من لوحة خوان ميرو


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق