الخميس، 19 يناير 2012

عن الذكرى السنوية


بلا مبالغة ، الأمر لا يتعدى كونه صدفة ، أحداث متفرقة لا تمت لبعضها  بصلة ، حدثت جميعا فى يوم واحد . ربما لو حدثت فى يوم آخر لما اتنبهت لقدرية أو ربما عبث اقترانها بتاريخ واحد .
التاسع عشر من يناير : فيه ولدت ، و فيه (مُسكت) من أمن الدولة ، و فيه استلمت وظيفتى المنتطرة ( طبيب أسنان فى الأرياف ) .
تحكى أمى عن احتفالات عيد ميلادى و حكايتها مدعمة بصور قديمة أبدو فيها طفلا وديعا يحملنى أحد أقاربى و تورتة على سفرة شقتنا القديمة . أحيانا أُخرج كارت قديم متبقى مكتوب ( كما يدعون بماء مذهب ) من سبوعى لأتأكد من تاريخ ميلادى الصحيح ، مع ذلك يرفضون بصدق التاريخ المأفون و تاريخ ميلادى لهم هو المكتوب فى شهادة الميلاد 26/1 .
فى عامى الجامعى الأخير و فى اليوم الموافق للذكرى السنوية الأولى للحادث الأشهر فى تاريخ كليتنا ، احتفل بى رفقاء الشقة ، حفل عيد ميلاد مفاجيء بلوازمه من زينة و جاتوهات و تورته من أشهر محل حلويات فى المنيا ، و بحضور رفيق السجن و رفيق الذكرى .
أحداث اليوم هى ما أذكرها و أحكيها ان سئلت عما حدث لى بأمن الدولة ، باختصار أقول : فى يوم تمامى عامى العشرين و تأنقى على غير العادة للخروج للكلية فقط ل..................  و عودتى للمدينة و نزولى مع معاذ لمطعم المدينة و صدفة اصراره على شراء غذاء آخر من الخارج ،  و تركى له و ذهابى مفردا لشراء فاكهة من أمام مدينة البنات و وقوفى مطولا أمامها و سماعى صوت الفرامل الامريكانى و توهانى عنها و اليد ترزع كتفى تسألنى عن بطاقتى الشخصية و تركى له لألحق زميلى الخارج دون اوراق و بملابس النوم و دفعنا و اغماء أعيننا فى السيارة و الحبس الانفرادى حتى نهاية اليوم و التحقيق حتى الفجر و اصوات الكهرباء و لدغتها و ( الإحترام الزائد ) بسبب و بدون سبب – كل شيء يسبقه ويلحقه كلمة دكتور، ناس طيبين قوى يا خال -  و إزالة الغمامة من على وجهى لأرى معاذ يضحك لى منهكا ( جومعاية انا سعيد انى شفتك ) ، الزنزانة الرطبة و ماء الحنفية الذى لا يتوقف و الحشرات التى ( لا تريع !)، ايام يناير و فبراير الباردة دون غطاء يذكر ، كتب الباثولوجى و الجراحة و الرسائل السرية لأهالينا و هارى بوتر .
ذلك اليوم من تابوهاتى المقدسة ، لن أحكى عنها دون كوميديا ، فما حدث فعلا كوميدى و تراجيديا الأحداث توجعنى .
خرجت مكسورا و تمنيت لو أعانق الشمس لتخرج من عظمى البرد  المترسب حتى الآن ، لو أفرح قليلا و أنسى ان صديقى وحده لأخرج أنا وحدى - معلش يا معاذ انت خدت 6 شهور فى وادى النطرون عشان اطلع بس ماكنش ينفع نطلع احنا الاتنين ، و على رأيك لو فضلنا و قضينا المدة مع بعض كان أحسن ، بس ماكناش هنتنيل نذاكر يا زميلى ، بس انت عارف أنى مليش ذنب من الأول ، بس فعلا كان لازم نفضل مع بعض - ، تمنيت لو لم يفارقنى أصدقائى و يتجنبونى ، لو يصدقنى أهلى ، لو ....................
أعرف أنى خرجت بإيمان و يقين جديد
يكفى كلاما" اليوم

هناك تعليق واحد:

  1. حبيبي يا جمعة رفيق الدرب والكفاح ربنا ينتقم منهم يا صاحبي

    ردحذف